بحث عن مشروع المثلث الذهبي
المحتويات
المثلث الذهبي هو أحد المشاريع الضخمة في جمهورية مصر العربية، ويغطي المنطقة الواقعة بين سفاجا والقصير المطلة على البحر الأحمر، إلى مدينتي قنا وقفت الموجودتين في صعيد مصر. كما سيشمل المشروع أعمالًا في عدة مجالات مختلفة، مثل التعدين والسياحة والزراعة والبنية التحتية والطاقة الشمسية وتحلية المياه. وكان السبب الرئيسي في بدء هذا المشروع هو تصنيف منطقة المثلث الذهبي مؤخرًا على أنها الأغنى في معادن الحديد والنحاس والذهب والفوسفات. لذلك تعمل الحكومة المصرية حاليًا على تطوير المنطقة بالكامل للاستفادة من ثرواتها. في السطور التالية نقدم لكم بحث عن مشروع المثلث الذهبي بكل ما يتعلق به.
مقدمة عن مشروع المثلث الذهبي
يقع مشروع المثلث الذهبي الذي تبلغ تكلفته 19 مليار دولار في محافظة البحر الأحمر. أعدته الهيئة الاقتصادية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء التابعة للحكومة بهدف تطوير المنطقة الواقعة بين سفاجا والقصير المطلة على البحر الأحمر وصعيد مصر.
تم الإعلان عن المشروع في مارس 2015، وقد صدر مرسوم رئاسي في يوليو من عام 2017 بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي. كما تقوم الهيئة العمرانية للتخطيط العمراني بتمويل المشروع. كذلك وضعت الشركة الاستشارية الإيطالية المخططات الأولية للمشروع في عام 2015، بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية.
وقد أشاد الخبراء الاقتصاديون بالمشروع حيث سيجذب الاستثمارات إلى صعيد مصر ومحافظات البحر الأحر ويخلق فرص عمل للمواطنين ويعزز الاقتصاد المصري ويحرك عجلة الإنتاج.
الموقع الاستراتيجي المميز لمنطقة المثلث الذهبي
يتميز المثلث الذهبي بمزايا فريدة من منظور جغرافي وجيولوجي واجتماعي. من الشرق إلى جانب سفاجا والقصير، يحد المثلث الذهبي البحر الأحمر. كما يشمل هذا الجانب الساحلي ميناء أبو طرطور المعدني بسفاجا، وميناء الحمراوين للمعادن، ومطار الغردقة. كذلك من الغرب، تقع محافظة قنا داخل وادي النيل وتتيح الوصول إلى القوى العاملة من المحافظات الجنوبية الأخرى القريبة.
علاوة على ذلك، يقع المثلث الذهبي في قلب حزام الموارد المعدنية الغني لساحل البحر الأحمر، حيث يحتوي على 75% من إجمالي الموارد المعدنية في مصر. لذلك ومن هذا المنظور، وضعت الحكومة المصرية خطة رئيسية حديثة مدتها 30 عامًا تدمج التنمية الشاملة مع الحياة الحضرية المثالية ليكون لدينا مشروع المثلث الذهبي الذي سيقوم بنقل المنطقة والبلاد إلى مرحلة جديدة.
كما يقول خبراء السياحة أنه بالإضافة إلى الموارد الطبيعية، فإن منطقة المثلث الذهبي بها العديد من المواقع الأثرية المهمة، والتي تعود إلى العصور المصرية القديمة؛ مرورًا بالعصر اليوناني الروماني إلى العصر القبطي والإسلامي، مثل القلعة العثمانية في القصير ووادي الحمامات ومعبد دندرة. لذلك وبحسب الخبراء، يمكن لهذه المواقع الأثرية أن تعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في البلاد من خلال الحملات الترويجية وفي ضوء المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها في المنطقة.
رؤية مشروع المثلث الذهبي
وضعت الحكومة المصرية هدفًا لتطوير منطقة المثلث الذهبي الاقتصادية التي تغطي سفاجا والقصير وقنا وقفت في صعيد مصر، وذلك من أجل استخراج المعادن وإنشاء المرافق الصناعية والمناطق السياحية والزراعية والحضرية المختلفة، إضافة إلى المراكز التجارية. كما تهدف إلى إعادة النظر في البنية التحتية ومواءمتها مع التنمية التي ستحدث في المنطقة.
وهكذا، فإن الهدف من هذا المشروع هو إنشاء إقليم متماسك في صعيد مصر بمساحة 9000 كيلومتر مربع تقريبًا. وذلك حتى يتمكن الناس من أن يعمروا هذه المنطقة ويكبرون فيها، مع إتاحة الفرصة لهم لتعزيز رفاهيتهم ومعيشتهم وعملهم في بيئة مستدامة أثناء تطوير المشروع على مدار الثلاثين عامًا القادمة. هذا النهج المعتمد في مشروع المثلث الذهبي يقدم لنا أداة تنمية مذهلة يمكن تكرارها في أجزاء أخرى من جمهورية مصر العربية.
وأيضًا من أهم الأهداف الرئيسية للمشروع هو استغلال المواد الخام المصرية مثل الذهب والفوسفات وزيادة عائدها على الاقتصاد وزيادة الفرص الاستثمارية، خاصةً في قطاعات الأسمنت والسيراميك والمحاجر. كما سيرفع المشروع من المستوى المعيشي لسكان محافظتي قنا وسوهاج وينشّط السياحة في منطقة البحر الأحمر.
الأهداف الرئيسية للمشروع
تم تصميم استراتيجية تطوير المثلث الذهبي بناءً على الخطة الرئيسية لتنفيذ المشروع وتحقيق الأهداف التالية:
- الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية للمنطقة؛ من الجمال الطبيعي إلى الثروات المعدنية، لضمان تحقيق أقصى استفادة وزيادة الإنتاج النهائي.
- تطوير الاستثمارات الأساسية التي تقوم بها الشركات الكبيرة، والتي ستوفر فرصًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتلعب دورًا كاملًا في سلاسل القيمة الخاصة بالقطاع المعني لتقديم المنتجات والخدمات النهائية.
- تشجيع تنمية التكتلات العنقودية بحيث يتم تجميع المصانع والأراضي الزراعية والمنازل معًا على قطع من الأراضي بهدف الاستغلال الأمثل للثروات الموجودة في المنطقة، والتي ستسعى أيضًا إلى العمل كمغناطيس للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
- تقديم الخدمات الفنية لدعم الأعمال التجارية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتعزيز قدرتها على الابتكار والنمو.
- توليد نمو اقتصادي متوازن سينعكس أيضًا في توفير تعليم محسّن ومهارات مهنية ومعايير أعلى للخدمات الاجتماعية والمرافق والبنية التحتية.
الخطة الموضوعة لتنفيذ المشروع
وضعت الحكومة المصرية الخطوات الرئيسية التي ستسير عليها كخطة لتنفيذ المشروع بأفضل شكل ممكن، وبما يضمن تحقيق أهدافه. هذه الخطوات الرئيسية كالتالي:
- إنشاء كيانات صناعية معدنية وزراعية وتحقيق التنمية الصناعية والزراعية.
- إنشاء مصانع الأسمنت والجبس والفوسفات ومصانع الزجاج في المناطق الغنية بالرمل الأبيض، وكذلك المعدنية والصناعية، وإنشاء مجمعات لإنتاج الذهب.
- خلق منطقة اقتصادية جديدة لمنطقة الصعيد وتحريك عجلة التنمية في مدن الصعيد المختلفة، والاستفادة من القوى العاملة المتاحة في صعيد مصر.
- الاستفادة من المجتمعات العمرانية غير المستغلة وإنشاء مناطق لوجستية ومراكز مالية وتجارية، ومراكز تسوق تجارية وإدارات إدارية وفنادق ومناطق ترفيهية ومناطق مفتوحة.
- تطوير ميناء سفاجا على الساحل الغربي للبحر الأحمر ليصبح ميناء تجاري وصناعي، وإنشاء أرصفة جديدة وتطوير الميناء لخدمة الأغراض المختلفة وتنفيذ مشاريع خدمات تحميل وتفريغ البضائع.
- كما سيتم تطوير الميناء بشكل يوفر كافة الخدمات والتسهيلات ليكون بمثابة ميناء سياحي لليخوت والقوارب السياحية الكبرى.
- تطوير ميناء الحمراوين على ساحل البحر الأحمر جنوب الغردقة ودمجه مع ميناء سفاجا وتخصيصه لتجارة المواد المعدنية والحجرية.
- تطوير مدينة القصير بتصبح منطقة جذب للسياحة البيئية العالمية.
وختامًا، فإن مشروع تطوير المثلث الذهبي يعتبر ثاني أكبر مشروع في البلاد، والذي سيساعد في تنمية الاقتصاد المصري وإنعاشه من جديد؛ بسبب الدخل المرتفع المتوقع من المنطقة بمجرد تطويره. لذلك فإن تنفيذه أولوية قصوى تضعها الحكومة المصرية نصب عينيها.